جريدة دار
الخليج - العدد 11738 - الخميس 13 مايو 2010
الشيخ علي مطر: قضايا
النصب والاحتيال تملأ أروقة المحاكم
قال فضيلة الشيخ علي مطر عضو مجلس النواب السابق:
* لقد حثت الشريعة الأسلامية السمحاء على مكارم الأخلاق، وأمرت المسلم أن يتحلى بالصفات
الحسنة النبيلة الكريمة ليكون شامة بين الناس، وبالمقابل حذرت من الصفات السيئة ،ولكن
للأسف الشديد هناك من يصر على أن تكون بعض الصفات السيئة ملازمة له.
وحديثنا في هذه الجمعة المباركة عن صفة سيئة قبيحة، عن صفة نعوذ بالله منها، ألا وهي
الجشع، فالجشع داء ومرض، والنفس الجشعة التي تعشق المال وتحبه حباً جماً وتسعى إلى
جمعه بلهفة وطمع وحرص شديد ومبالغة وفوق العادة والحد والاعتدال، فغايته في الدنيا
جمع المال.ئ؟
فهذا الإنسان الجَشِع أناني لا يشبع ولا يقنع بما عنده ولا يرضى بما قسم الله له من
عطاء ورزق حلال طيب، فتراه يطلب كل شيء ويريد كل شيء، يأخذ نصيبه ويطمع في نصيب غيره،
يسلك كل الطرق المعوجة من سرقة ونصب واحتيال وخيانة وكذب وغش وخداع وغدر ولف ودوران،لإشباع
غرائزه ونيل مراده والحصول على مبتغاه، ظنا منه أن تحصيل السعادة يكون بزيادة الثراء
المادي، ومضاعفة الأرصدة في البنوك. ونهاية الجشع ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، والتعدي
على ماله، والظلم ظلمات يوم القيامة. قال الله عز وجل: "وَلا تَحْسَبَن اللهَ غَافِلا
عَما يَعْمَلُ الظالِمُونَ إِنمَا يُؤَخرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأْبْصَار".
قال الله تعالى: "وَتُحِبونَ الْمَالَ حُبا جَما ، كَلا إِذَا دُكتِ الأْرْضُ دَكا
دَكا، وَجَاءَ رَبكَ وَالْمَلَكُ صَفا صَفا، وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنمَ يَوْمَئِذٍ
يَتَذَكرُ الإِنْسَانُ وَأَنى لَهُ الذكْرَى، يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدمْتُ لِحَيَاتِي".
فالجشع يمنع زكاة ماله ولا يتصدق.
وما قضية الأراضي التي تم الإستيلاء عليها من المُلك العام للشعب،إلا بسبب الطمع والجشع.
مليارات من الدنانير كانت كفيلة برفع معاناة الناس مع مشاكل الإسكان والمستشفيات والشوارع
وضعف الرواتب، ولكن لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.. ولكننا على أمل أن تصحح الأوضاع.
وعشرات بل مئات المزارع والبساتين التي تم قتلها وتدميرها والقضاء عليها،إلا بسبب الجشع
والطمع.
والثروة البحرية والسمكية تحتضر بسبب الحفر والردم الجائر النابع من الجشع.
والمتاجرة في الدعارة وترويج المخدرات من دون أدنى مبالاة إن إنتشر الفساد والمرض وتسبب
في الهلاك ودمار الوطن، فهذا الجشع غايته الجمع ثم الجمع.
والغش الحاصل من بعض التجار والمقاولين والكراجات والورش وغيرها إلا بسبب الجشع. لا
يهم من أين تأتي أرباحهم بقدر ما يهمهم أن يحققوها!!
- والتجار الذين يرفعون الأسعار من دون مبرر ولا مسوغ، ويحتكرون ويستغلون حاجة الناس،
ليس وراءه إلا الجشع والطمع.
وقضايا النصب والإحتيال التي تملأ أروقة المحاكم أليست بسبب الجشع، وكلكم قرأ في الصحف
قضية الرجل الذي نصب على شقيقيه ،من لحمه ودمه ،من أجل دنانير زائلة فانية.
وما تفعله كثير من العيادات والمستشفيات الخاصة من فرض رسوم عالية واستغلال المرضى.
وأيضاً بعض الجامعات والمدارس الخاصة واستغلالهم للطلبة وأولياء أمورهم.
والجشع وراء المهور العالية المبالغ فيها وكأنها صفقات تجارية، والتي تثقل وتكسر كاهل
الشاب المتزوج.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: "لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لاَبْتَغَى
وَادِيًا ثَالِثًا وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلا الترَابُ وَيَتُوبُ اللهُ
عَلَى مَنْ تَابَ".
* فعلى كل إنسان أن يتقي الله تعالى في نفسه وإخوانه، ثم علينا بالقناعة ، ففي القناعة
سعادة نفسية وراحة بال، وغنى، وفيها رحمة بالآخرين وسبب للتيسير على الناس، والحلال
فيه خير وفضيلة، والربح القليل المعقول فيه بركة ونماء.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا
وَقَنعَهُ اللهُ بِمَا آتَاه".
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "عرض علي ربي ليجعلَ لي بطحاءَ مكةَ ذهباً، قلت: لا
يارب ولكن أشبع يوما، وأجوعُ يوماً".
* وعلى الجهات المعنية حماية الناس وأموالهم من طمع الجشعين، وتفعيل الرقابة والمحاسبة
بكل صرامة ومن دون محاباة ومحسوبية .وفي الحديث: "كلكم راع ومسئول عن رعيته".
قانون لـ ردع نصّابي
الإنترنت
شركات تحتال على
مواطنين في صفقات بيع عقارات خارج البحرين
محكمة التمييز »
الأحكام بالدوائر »
الأحكام الجزائية »
الحكم رقم 6 لسنة
1999 »
محكمة التمييز »
الأحكام بالدوائر »
الأحكام الجزائية »
الحكم رقم 6 لسنة
1993 »