جريدة الوسط
الخميس 30 ابريل 2009
الموافق 5 جمادى الأول 1430 ه العدد 2428
رئيس الوزراء يدعو
لتعميم تجربة «الحي الثقافي» على مناطق البحرين
المنامة - بنا
دعا رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، لدى زيارة سموه للحي
الثقافي والتراثي الذي شمل فريج الشيوخ بالمحرق أمس، إلى دراسة تعميم تجربة المنطقة
الثقافية والتراثية في المحرق على بقية مناطق المملكة، مبيناً أن «كل منطقة في البحرين
تحكي تاريخاً وتشهد على حضارة».
وخلال الزيارة تجول سموه في عدد من البيوت الثراثية
ومنها بيت القهوة، ضمن اهتمام سموه واعتنائه بتطوير المواقع التاريخية والتراثية، ومتابعته
الميدانية للبرامج التطويرية التي وضعتها الحكومة بشأن المواقع الأثرية.
وأكد رئيس الوزراء أن «إرثنا الثقافي وفير والحفاظ عليه واجب ومسئولية وطنية، فكيف
إذا كان هذا الإرث في منطقة عريقة كالمحرق التي تحكي كل بقعة فيها عن تراث وطن وحضارة
شعب، فإن المسئولية تكون مضاعفة»، ولفت سموه الى أن «الحفاظ على التراث البحريني والمكنوز
الثقافي الوطني يساعد على إبراز الهوية البحرينية وما كانت تموج به البحرين من ثقافة
وإرث»، داعيا إلى ضرورة المحافظة على البيوت التراثية واستثمارها سياحياً وتعظيم الاستفادة
منها ثقافيا واقتصاديا والتعريف بقيمتها وأهميتها تاريخيا وصونها لأنها تحكي عن حقب
مهمة من تاريخنا الوطني.
وقال: «كما لماضينا نكهة مميزة فإن حاضرنا ومستقبلنا سيحملان الميزة نفسها طالما حافظنا
على تراثنا وثقافتنا وأخذنا منها الدروس وجعلناها منطلقا ومحفزا لمزيد من الانجاز والتميز،
فماضينا سطر قصص نجاح وإبداع بحريني في مختلف المجالات، وهاهي القصص ذاتها تتكرر وإن
كانت بحلل جديدة».
وخلال الزيارة أكد رئيس الوزراء أنه «من الطبيعي أن تحرص الحكومة على الحفاظ على التاريخ
والثقافة الوطنية، فنحن نعيش في بلد التاريخ والحضارة»، داعيا إلى «ضرورة أن يكون للمواقع
التراثية والأثرية كتلك الموجودة في المحرق ترويج أكبر، وأن تكون حاضرة في الفعاليات
الرياضية والثقافية الكبرى التي تستضيفها المملكة»، وحث على ضرورة الاهتمام بتعريف
الناشئة بتراثهم العريق ليزدادوا تعلقا بهذه الأرض الطيبة وليعرفوا حجم الانجاز والعطاء
الذي قدمه أجدادهم وآباؤهم وذلك عن طريق تنظيم الجهات المعنية لزيارات ميدانية لهذه
المواقع التراثية.
مؤكداً وقوف الحكومة ودعمها لأي حراك يكفل حفظ الموروث الإنساني
وتخليده.
من جانبها نوهت وزيرة الثقافة والاعلام رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ ابراهيم بن محمد
آل خليفة للثقافة والبحوث الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بزيارة سمو رئيس الوزراء للمواقع
التراثية في المحرق مشيرة الى أن ما تحظى به هذه المواقع من اهتمام سموه يعكس الرؤية
الحكيمة والجهود المستدامة التي يبذلها رئيس الوزراء من أجل تعزيز مرتكزات راسخة للموروث
الاجتماعي والحضاري لتكون البحرين مصدرا للجذب السياحي الذي يدعم وضع المملكة في مشهد
السياحة الاقليمية والعالمية.
مؤكدة، الوزيرة، أن ما تناله مشاريع اعادة البناء والتأهيل
والحفاظ العمراني من دعم سموه يمثل حافزا للمزيد من التخطيط من أجل تعميم التجربة في
جميع مناطق البلاد، وذلك بتدارك المعالم الأثرية التي هي عرضة للانمحاء، من خلال ترميم
القديم واعادة احياء ما احتفظت به الوثائق والرسومات وذاكرة الاهالي والمعمرين، وعبر
حماية التراث الشفوي والبيئي الذي يشكل نسيج هذه المناطق وتخطيطها الحضري ومحيطها الطبيعي.
وأعربت الوزيرة عن أملها بتكامل الدور الرسمي والأهلي في اقامة هذه المشاريع واستثمارها،
وخاصة ان وزارة الثقافة ستعلن قريبا الخطة الوطنية للمحافظة على المعالم الأثرية والتراثية،
إذ سيتم رصد كل بيت وبناء قائم من 50 عاماً أو أكثر وسيتم توثيق هذه الانشاءات وادراجها
في معالم البحرين.
وأشارت الوزيرة إلى أن توجيهات رئيس الوزراء بإعادة بناء معالم المحرق القديمة مثل
مجلس الشيخ عبدالله بن عيسى وقصر الشيخ حمد الكبير ستوضع في أولويات خطط الوزارة بالتنسيق
مع الجهات المسئولة، وخاصة ان الأمر يتناغم مع طموح وزارة الثقافة لتسجيل مشروع طريق
اللؤلؤ في قائمة التراث العالمي خلال العام 2011 لتعزيز حضور المملكة على خريطة التراث
العالمي.
دستور
مملكة البحرين