جريدة دار الخليج - العدد
11775 - السبت 19 يونيو 2010 الموافق 7 رجب 1431
الشيخ
صلاح الجودر: أكثر اللاجئين في العالم مسلمون.. و80% منهم أطفال ونساء!
تحدث فضيلة الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة أمس عن
حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق اللاجئين بشكل خاص، وقال: عباد الله، لقد أرسى ديننا
الحنيف دعائم الحق الإنساني، للبشر والحيوان والطير والشجر وغيرها، فقد حفظ ديننا
أكثر من خمسة عشر قرناً هذه الحقوق الإنسانية الراقية، فقد جاءت الآيات القرآنية
والأحاديث النبوية الصحيحة لتؤكد هذه المفاهيم، وكان قائد هذه المبادئ والقيم
الإنسانية هو نبيكم محمد (ص)، لقد تجلت مبادئ حقوق الإنسان حينما وقف رسول الله (ص)
يوم عرفة في خطبة الوداع قائلاً: (أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم
حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا) أخرجه البخاري ومسلم. إنها
كلمات خالدة لمبادئ حقوق الإنسان أطلقها نبي الرحمة والإنسانية، فالإسلام المعتدل
الوسطي يحترم حق الإنسان في الحياة، مهما كان دينه أو فكره أو جنسه، لذا قال (ص):
(كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
وجاء عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب(ر) أنه قال: (متى استعبدتم الناس، وقد ولدتهم
أمهاتهم أحراراً)، ليؤكد الفاروق(ر) رفض العبودية والتبعية والإذلال في حق الإنسان،
هذه هي الكرامة الإنسانية في الفكر الإسلامي المعتدل.
عباد الله، إن شعوب العالم حينما وضعت المواثيق الدولية والقوانين الأممية الخاصة
بحقوق الإنسان قبل ستين سنة أقرت بهذه الكرامة الإنسانية، أقرت بحق الإنسان في
الحياة، وعدم سجنه أو نفيه أو إبعاده عن وطنه، ولمن شاء فليقرأ مدونة الأمم المتحدة
الخاصة بحقوق الإنسان.
بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف العشرين من هذا الشهر فإن الإنسان ليخجل
وهو يرى تلك الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، في فلسطين والعراق وأفغانستان
وأفريقيا وآسيا، ملايين البشر هم في عداد اللاجئين والمشردين والمبعدين، لا مأوى
ولا مأكل ولا مشرب، جوع وفقر ومرض ومعاناة، وحسب تقرير مفوضية الأمم المتحدة لشئون
اللاجئين 2010م فإن أكثر اللاجئين اليوم هم من المسلمين، و80% منهم من النساء
والأطفال.
تأملوا معي ونحن في القرن الحادي والعشرين إلى هذه الصور الإنسانية البائسة ماذا
ترون وماذا تشاهدون؟، شيخ كبير، وامرأة عجوز، وطفل صغير، من دون ملابس، من دون
طعام، من دون ماء أو ملاذ!، ما سبب هذا التشريد والطرد؟!، ما سبب التجويع والقتل؟!،
ما سبب هذا الإذلال البشري والقسوة الإنسانية السافرة؟!، إنها الصراعات السياسية،
والحروب الطائفية، والتدخلات الأجنبية، والمصالح المتقاطعة على حساب الإنسان!
عباد الله، دينكم الإسلامي هو دين الحضارة الإنسانية، دين العدل والإنصاف، دين
التسامح والتعايش، ودين حقوق الإنسان مهما اختلف معتقد الفرد أو فكره أو جنسه، قال
تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم" الإسراء :70، فإذا كان الحديث عن اليوم العالمي
للاجئين المكفول بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر عام 1948م، فإن الحديث
يعود بنا إلى أكبر انتهاك لحقوق الإنسان، مع أكبر شريحة تعد اليوم هي في عداد
اللاجئين، إنها قضية شعب شرد أكثر من ستين عاماً، شعب حوصر أكثر من ستين عاما، شعب
اضطهد وجوع وتحمل العذاب لأكثر من ستين عاماً، إنها فلسطين، وشعب فلسطين الصابر،
بالله عليكم هل هناك شعب يعتبر في عداد اللاجئين أكبر من الشعب الفلسطيني؟!، هل
هناك شعب تحمل هذه المعاناة أكثر من ستين عاماً؟!
إن الحضارة الإنسانية اليوم لعاجزة عن تحقيق العدل والإنصاف مع سائر البشر، وإلا
أين تلك المبادئ من شعب استبيحت أرضه، ونهبت ممتلكاته، وصودرت بيوته ودوره، أين
حقوق الإنسان من قضية فلسطين. وتزداد المعاناة حينما يصبح الشعب بأكمله لاجئاً في
وطنه وعلى أرضه وترابه؟!

دستور
مملكة البحرين
قانون
بالتصديق على الميثاق العربي لحقوق الإنسان
مرسوم
بقانون بشأن إنشاء مجلس تأسيسي لإعداد دستور للدولة
أمر
أميري بإنشاء لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى
قرار
بشأن الترخيص بتسجيل الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان