جريدة أخبار الخليج
العدد : ١٤٩٤٣ - الأربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٩ م، الموافق ١٥ جمادى الآخر ١٤٤٠ه
المعهد الدولي للدراسات يدشن تقرير التوازن العسكري 2019
أطلق المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية IISS «الشرق
الأوسط» أمس تقرير التوازن العسكري 2019 الذي يعده المعهد على يد مجموعة من الخبراء
والمتخصصين ويحتوي على تقييما للدراسات الاستراتيجية للقدرات العسكرية واقتصادات
الدفاع في 171 دولة، والذي تم الكشف عنه في مؤتمر ميونيخ للأمن يوم الجمعة الماضي،
كما نظم المعهد نقاشا استراتيجيا حول التقرير بحضور عدد من السفراء وممثلي البعثات
الدبلوماسية العربية والأجنبية في مملكة البحرين إلى جانب نخبة من العسكريين
والخبراء الاستراتيجيين والإعلاميين.
وأكد بن باري المتخصص في الشؤون الدفاعية العليا والاستراتيجية العسكرية والعمليات
والأساليب التكتيكية، إن هذه النسخة من تقرير التوازن العسكري هي نتاج أعوام من جمع
المعلومات والعمل المشترك، وذلك بعد 60 عاما من النسخة الأولى، مشيرا إلى أن الأمن
الدولي بات أكثر تعقيدا في ظل عودة التنافس بين القوى الكبرى، حيث بات تنامي قوة
الصين إلى جانب روسيا يشغل حيزا كبيرا من اهتمام السياسة الغربية.
وكشف التقرير عن أن الانفاق العسكري العالمي في 2018 بلغ ما قيمته 1.67 تريليون
دولار أمريكي بنسبة زيادة 2% عن عام 2017، موضحا أن الصين لها دور أساسي في ذلك،
فيما بلغت الزيادة الأمريكية في انفاقها العسكري ما يعادل 45 بليون دولار.
وأشار التقرير إلى أن جمهورية الصين وصلت إلى مستوى متطور من التكنولوجيات العسكرية
خلال العقد الماضي حتى 2017، كما بلغ نمو الميزانية العسكرية الصينية 8% في 2018،
كما تسير باتجاه تصاعدي في تضخيم عملياتها، كما تطورت قدراتها على مستوى الدفاع
الجوي ومنصاتها، كما تطورت قدرات الصين العسكرية البحرية إذ إنها أطلقت 4 سفن
عسكرية العام الماضي مقابل سفينتين للولايات المتحدة ومثيلاتها لليابان.
وخلال الفترة من 2008 إلى 2018 أضافت بكين 52 مدمرة إلى أسطولها العسكري، وكذلك
دشنت المقاتلة «J20» وصواريخها ذات المدى الراداري المتطور، وهو ما يزيد من قدرات
الصين على مجابهة التحديات، كما أنها تطور معداتها العسكرية في جزر جنوب بحر الصين
لتزيد من صعوبة التحليق العسكري في هذه المنطقة، فيما لفت إلى المساعي الصينية إلى
تطوير قدرات التدريب العسكري لديها.
ولفت المحلل العسكري بن باري إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أمن
أوروبا أسهمت في زيادة الإنفاق العسكري من قبل تحالف الناتو الذي زاد بنسبة 4.2%
خلال 2018، متوقعا أن يستمر الضغط الأمريكي على أوروبا لإنفاق المزيد في هذا الإطار.
وأوضح التقرير أن روسيا مازالت بؤرة لاهتمام الغرب، وخاصة بعد ما جرى مع أوكرانيا
ومساعيها المتواصلة في تحديث قوتها العسكرية، مشيرا إلى أن موسكو لا يبدو أنها
ستنسحب من سوريا أو شبه جزيرة القرم قريبا.
وخصص التقرير بابا كاملا عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي نرصد فيها
تراجعا في الانفاق العسكري، حيث بدأت بعض دول هذه المنطقة في خفض مصروفاتها
الدفاعية، وذلك بعد تراجع تهديد خطر تنظيم «داعش» وتراجع المساحات التي كان يسيطر
عليها هذا التنظيم في سوريا والعراق.
وتطرق التقرير إلى أن إسرائيل شنت ضربات محدودة على القوات الإيرانية في سوريا،
وذلك في إطار سياستها بفرض خطوط حمراء حول حدودها، عبر الضربات الصاروخية، موضحا أن
اسقاط الطائرة الروسية من قبل إسرائيل بالخطأ في سوريا، شكل تعقيدا للمخططات
الإسرائيلية تجاه إيران وحزب الله في سوريا في ظل التحذيرات الروسية.
وبشأن منطقة الخليج، قامت القوات البحرية العربية بإطلاق برامج كبيرة لتحديث
معداتها، ومنها التوسع العسكري البحري السعودي وقطر لديها برنامج طموح من الولايات
المتحدة وفرنسا، كما أن البحرين والكويت تعاقدا على شراء طائرات عسكرية جديدة.
ولفت التقرير إلى أن مصر اشترت طائرات ميج 29 وإسرائيل اشترت طائرات اف 35
والسعودية اشترت طائرات اف 15.
وشدد التقرير على زيادة تطور النظم العسكرية وبدأت الدول في تطوير قدراتها الدفاعية
في المجالات الفضائية والهجمات الالكترونية، موضحا أن الصين لديها خطة طموحة لتطوير
الذكاء الاصطناعي وتقوم بتسريع خطواتها في هذ المجال عسكريا ومدنيا.
وأكد التقرير أن الدول الغربية تعمل على إعادة تقييم التكنولوجيا العسكرية في
صناعاتها للولوج إلى الأسواق الدفاعية الدولية، ومازالت الولايات المتحدة تحافظ على
تفوقها في مجال المبيعات العسكرية، ولكن الفجوة بينها وبين الصين وروسيا بدأت تقل.
وتوقع التقرير احتدام المنافسة بين المعسكرين «الأمريكي من جهة والصين وروسيا من
جهة أخرى» في مجال الحرب الإلكترونية، مشددا في الوقت نفسه أهمية تطوير القدرات
الدفاعية للقوات العسكرية في المجال الإلكتروني وإلا تعرضت للهجمات، وبات هناك ما
يعرف بالتدريبات العسكرية على الحروب الافتراضية، في الوقت نفسه لابد من تأهيل
القوات العسكرية على التعامل في البيئات المتدهورة إلكترونيا.
وأشار بن باري إلى أن ميزانيات الصين في مجالات البحث والتطوير العسكري أكبر من
مثيلاتها في الغرب.
وبشأن توقعات الانفاق العسكري البريطاني بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي أوضح بن
باري المحلل العسكري أن هناك رغبة من المسؤولين العسكريين البريطانيين وعلى رأسهم
وزير الدفاع في التوسع في منطقة غرب آسيا والمحيط الهادئ، وفي الوقت نفسه يعززون من
أنشطتهم مع الاتحاد الأوروبي برغم الخروج منه، وهذه استراتيجية بريطانية ولكنها
تواجه مشكلات في الموازنات العسكرية حيث ان هناك عجزا وصل إلى 8 مليارات جنيه
إسترليني في ميزانية وزارة الدفاع، وهناك تحد كبير أمام هذه الوزارة للمحافظة على
الإنفاق.
وحول الدول التي استفادت اقتصاديا من الانفاق العسكري وزيادته، أوضح بن باري أن
هناك ارتفاعا في مبيعات المعدات العسكرية الصينية نظرا الى تدني أسعارها مقارنة
بالمعدات الغربية، كما قامت الصين ببيع طائرات من دون طيار إلى دول كثيرة كباكستان
ونيجيريا، وهي من الدول التي رفضت الولايات المتحدة تزويدها بهذه النوعية من
الطائرات، وهناك تنامي في مشاركات الصين في المعارض العسكرية في مختلف دول العالم
ومنها معرض «أيدكس بالإمارات» مؤخرا.
وبشأن الحرب الإلكترونية وتطور الهجمات الالكترونية التي تستهدف المؤسسات العسكرية
والاقتصادية وغيرها، أكد بن باري أن تقرير التوازن العسكري الأول ركز على الصواريخ
الباليستية وفي هذا التقرير دمجنا القدرات الالكترونية والفضائية إلى التقييم وأصبح
بإمكاننا إحصاء الأقمار الصناعية التي تستخدمها كل دولة، لافتا إلى الاتصالات بين
القوات العسكرية الغربية تتم عبر قنوات خاصة مؤمنة، إذ إننا نقوم بتقييم قدرات كل
دولة في الأمن السيبراني من خلال التواصل مع الجهات المعنية بتوفير الأمن
الالكتروني.
وحول الانفاق العسكري في منطقة الشرق الأوسط والرؤية الأمريكية في تشكيل تحالف ما
يعرف بالناتو العربي، ومدى القدرة على احتواء القدرات الإيرانية، أكد بن باري أن
استمرار تراجع الموازنات العسكرية في الغرب قد يجعل إيران تتصور أن هذه فرصة لها،
ولكن ليس من المرجح تراجع هذه الانفاق، مشيرا إلى أن جيوش المنطقة لديها القدرة على
صد أي هجمات عسكرية تقليدية من إيران، كما أن الدفاع الصاروخي لديه القدرة على
التصدي بنجاح لأي هجمات صاروخية إيرانية، وهو ما يشكل ردعا قويا لأي مخططات هجومية
من قبل طهران، ولكن إيران لديها نهجا غير تناظري يتمثل في الحروب بالوكالة والحروب
الإلكترونية، لذا فإن هناك احتياجا أكبر لتطوير الأنظمة الأمنية لدى الدول التي
تشعر بالتهديد الإيراني.
وحول الهند وتحديث قدراتها الدفاعية، أكد بن باري أن لدينا برنامجا نشطا لبحث
القدرات العسكرية في جنوب آسيا، وخصوصا في الهند وباكستان، ونلحظ تغيرا في
استراتيجية الهند الدفاعية، كما نلحظ تعاونا كبيرا بين الهند والولايات المتحدة
تمثل في شراء معدات ونظم أمنية متقدمة، وذلك لأن الهند ترى في الصين وباكستان
تهديدا عسكريا حاضرا، والهند تسعى في تحديث قدراتها الدفاعية في ظل التنافس
الاستراتيجي مع الصين وباكستان، معبرا عن وجود بعض المخاوف لدى المعهد الدولي
للدراسات فيما يخص الإمكانيات النووية بين الجارين الهند وباكستان، ولقد شهدنا نشر
الدولتين إمكانيات صاروخية في عرض البحر كخط دفاع ثان، كما أن الهجوم الأخير في
كشمير رفع حالة التأهب في الدولتين، محذرا من إمكانية تصعيد الوضع بينهما.

مرسوم بقانون رقم (9) لسنة 1989 بشأن قوة دفاع البحرين
مرسوم بقانون رقم (32) لسنة 2002 بإصدار قانون قوة دفاع
البحرين
المرسوم بقانون وفقا لأخر تعديل مرسوم بقانون رقم (34) لسنة
2002 بإصدار قانون القضاء العسكري
مزيد من التعاون العسكري في مجالات التدريب وتبادل الخبرات